قدوم ميمون من المدينة النبوية إلى الأرض الباكستانية لإمام المسجد النبوي الشريف "فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البُدَير"
تحرير: د. أبو فهد فيض أحمد البهتي
(خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)
القراء الكرام! إن أهمية المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف ومكانتهما عالية جداً جداً من جميع النواحي. والسبب في ذلك نسبتهما إلى سيد
المرسلين محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك إنه لشرف عظيم أن يُنعم الإنسان بإمامة المسجد النبوي بسبب هذه النسبة النبوية الشريفة.
ولهذا كان كل باكستاني سعيداً ومسروراً بوصول صاحب المعالي إمام المسجد النبوي إلى باكستان.
واستقبله بحرارة في مطار إسلام آباد الدولي السفير السعودي -لدى باكستان- صاحب المعالي نواف المالكي، والشودري سالك حسين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وشخصيات مهمة أيضاً.
ومن دواعي الفرح الكبير أن الشعب الباكستاني بأكمله، بما في ذلك قادة ومنتسبي جميع الأحزاب السياسية والدينية رحّبوا صاحب المعالي الإمام بأعمق القلوب عند وصوله في باكستان. بل أعلنت كل صحيفة وقناة أن زيارته لباكستان ستكون سبب الخير والبركة وتعزيز العلاقة الوثيقة بين البلدين.
وإذا تحدثنا عن تعريف الإمام فإن اسمه الكامل هو صلاح بن محمد البدير. لقد ولد الإمام في يناير 1970م في مدينة "الهفوف" بمحافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في قبيلة "بدير" العربية منتسبة إلى قبيلة بني تميم الشهيرة في الجزيرة العربية.
نشأ الشيخ صلاح البدير وتلقى تعليمه الابتدائي في الهفوف. ثم حصل على درجة الماجستير في "الفقه المقارن" من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ونال درجة الدكتوراه في أعلى المستويات من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء. وتخرج أيضًا قاضياً من "المعهد العالي للقضاة".
وقبل تعيينه إماماً للمسجد النبوي الشريف واصل أداء واجباته كإمام في مدينتي الدمام والرياض. كما حضر العديد من المؤتمرات والندوات في الخارج لإلقاء المحاضرات الإسلامية. وتم تسجيل تلاوة القرآن الكريم كاملةً
بصوته الساحر على أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة. ويبث العديد من المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية تلاوته القرآنية يومياً. وله أيضاً مؤلفات عديدة في الموضوعات المهمة.
وفي عام 1998م تم تعيينه إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف. كما أنه أمّ صلاة التراويح في بيت الله الشريف أيضاً. ولا يزال يشغل منصب الإمام والخطيب في المسجد النبوي الشريف، ورئيس القضاة للمحكمة العليا بالمدينة المنورة.
ولقد حظي عدد لا يحصى من الأشخاص بشرف أداء صلاة الجمعة خلفه في "مسجد الملك فيصل" بإسلام آباد. ومن حسن الحظ أنه كان من بينهم كثير من الناس الذين لم تكن لديهم قدرة مالية للذهاب إلى المدينة المنورة وأداء الصلاة خلف الإمام بسبب صعوباتهم المالية.
ولا شك أن زيارة الإمام لها أهمية كبيرة من جميع النواحي، وأثر عميق في قلوب الباكستانيين.
وفي البداية تمت زيارة الإمام كضيف رئيسي في الجلسة المشتركة للجمعية الوطنية الباكستانية. إضافةً عليها بما تشرّف بلقائه الرئيس الباكستاني آصف على الزرداري، ورئيس الوزراء محمد شهباز شريف، ورئيس المجلس الوطني أياز صادق، ورئيس مجلس الشيوخ النوابين يوسف رضا الكيلاني، ورئيس أركان الجيش السيد عاصم منير، ورئيس حزب المسلم السياسي مياں محمد نواز شریف، ورئيس الوزراء بمحافظة البنجاب مريم نواز، ورئيس
مجلس محافظة البنجاب ملك محمد أحمد، وأمرآء المحافظات الباكستانية الأربعة، ورئيس جمعية علماء الإسلام مولانا فضل الرحمن، ورئيس جمعية أهل الحديث المركزية بروفيسور ساجد المير، ونواب مجلس الشيوخ الحافظ عبدالكريم الأمين العام للمركزية، والدكتور أبو التراب نائب أمير المركزية، وشيوخ الجامعة الحقانية بأكوره ختك، وإمام المسجد الملكي العلامة عبدالخبير آزاد، والشيخ المقرئ الدكتور صهيب أحمد رئيس مركز الإصلاح، والعلامة ابتسام إلهي الظهير بن العلامة الشهيد إحسان إلهي الظهير، والدكتور مسعود الأظهر رئيس المجلس الإسلامي، والشيخ عتيق الرحمن الكشميري وغيرهم من كبار الشخصيات الحكومية، والسياسيين البارزين، وعلماء الأجلاء، وشيوخ الحديث.
وكما أنه زار عديداً من المؤسسات المهمة والأماكن الأخرى، وصلى بالناس بما فيها المسجد الملكي المعروف بـ بادشاهي مسجد بمدينة لاهور، والجامعة الأشرفية الإسلامية بمدينة لاهور، ومركز أهل الحديث طريق راوي 106 بمدينة لاهور وغيرها.
وبعد الأسبوع قد عاد الإمام المحترم إلى المدينة المنورة. فجزاه الله خير الجزاء على ما شرٌف بزيارته المباركة باكستان وأهلها. وعلماً أن كاتب المقال قد تشرف بلقاء الشيخ صلاح البدير ومع سائر أئمة الحرمين الشريفين عدة
مرات أثناء دراسته في المدينة المنورة ولله الحمد.
وفي النهاية نقدم الشكر الجزيل للإمام على تكرمه الخاص بزيارة الباكستان.
ونشكر أيضاً خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذين يعتبرون باكستان موطنه الثاني؛ فإنهم يزورن باكستان بأنفسهم، ويرسلون الآخرين من الشخصيات السعودية النافذة، ومن ضمنها أئمة الحرمين (المكي والمدني) لزيارة باكستان من أجل تعزيز العلاقات مع باكستان بشكل عزيز ومجيد.
ولا يخفى على أحد بما بذلت الحكومة الباكستانية من جهود جبارة لإنجاز زيارة الإمام بكل أمن وسلامة، وهم نجحوا في ذلك.
وكما كان حظ كبير للسفير السعودي صاحب المعالي الأستاذ نواف المالكي -الذي قيل فيه إنه ليس بسفير سعودي في باكستان فقط؛ بل هو سفير باكستان أيضاّ في السعودية- في اهتمام تلك الزيارة المباركة وتدبيرها بأحسن الأسلوب والمطلوب، فجزاه الله خير الجزاء، آمين.
Comentários